علاء خليل Admin
عدد المساهمات : 131 تاريخ التسجيل : 17/03/2014 العمر : 63
| موضوع: الجاسوس المصري الذي زرعته اسرائيل في القصر الجمهوري الثلاثاء 1 يوليو 2014 - 2:56 | |
| الجاسوس المصري الذي زرعته اسرائيل في القصر الجمهوري بقلم الدكتور نبيل فاروق فى الأيام الأولى من مباحثات السلام المصرية الإسرائيلية بالقاهرة ، فاجأ ” بيجن ” الرئيس السادات بمطلب لم يتوقعه أحد ، إذ طلب أن تسلمهم مصر الجاسوس ” على العطفى ” ، وأعلن أن هذا أحد المطالب الإسرائيلية الرسمية ، وهنا أدرك الرئيس السادات أنها ستصبح عقبة كبيرة فى مفاوضات السلام ، خاصة أنه ليس مستعدا لتسليم مواطن مصرى متهم بالتجسس إلى الإسرائيليين ، وليس على العطفى بالتحديد ، الذى دخل منزله ، وتجسس عليه شخصيا ، ونقل أسراره إلى المخابرات الإسرائيلية ، وربما خطط لاغتياله فى مرحلة ما ، بأوامر منهم . وكعادته ، كلما واجه سؤالا يحتاج إلى التفكير ، تظاهر الرئيس السادات بإشعال غليونه الشهير ، وهو يدرس الأمر فى ذهنه ، ولم يلبث أن واجه ” بيجن ” فى ثبات ، وهو يخبره بلهجة آسفة ، أن إسرائيل قد تأخرت فى هذا المطلب ، لأن ” العطفى ” ، تم إعدامه بالفعل فى صباح اليوم نفسه .والتقط مدير المخابرات المصرية الذى كان حاضرا الرسالة ، وفهم ما يرمى إليه الرئيس على الفور ، لذا فقد انسحب من الإجتماع فى هدوء ، وأسرع إلى السجن ، وتم إعدام ” على العطفى ” بالفعل ، قبل أن يعود إلى الإجتماع ، ويخبر الرئيس أن كل شىء تمام والأمور على ما يرام .” على العطفى ” هذا تخرج من معهد العلاج الطبيعى ، وحاول فى استماتة الحصول على الماجستير والدكتوراه لينضم إلى هيئة التدريس ، إلا أنه لم يفلح فى هذا قط ، لضعف مستواه العلمى ، وتكاسله عن بذل الجهد المناسب ، على الرغم من حصوله على بعثة دراسية ، فى الإتحاد السوفيتى .وعندما أوشكت بعثته على الإنتهاء ، وكاد ييأس من الحصول على شهادته ، إلتقطته المخابرات الإسرائيلية ، وعرضت عليه صفقة ، لم يستطع مقاومتها .لقد عرضت عليه المخابرات الإسرائيلية أن تمنحه شهادة دكتوراه ، مقابل عمله لحسابها وولائه لها .وقبل ” العطفى ” الصفقة ، وعاد إلى مصر ، وهو يحمل شهادة دكتوراه زائفة ، ووثيقة خيانته للوطن ، الذى أنجبه وأوصله إلى ذلك المستوى .ومع شهادته ، إنضم العطفى إلى هيئة التدريس ، وترقى حتى أصبح عميد معهد العلاج الطبيعى ، وأصبح اسمه من الأسماء المعروفة بمهارتها فى العلاج الطبيعى ، وفى التدليك على وجه الخصوص .وبسرعة أصبح ” العطفى ” المدلك الشخصى للرئيس السادات ، وأحد المسموح لهم بدخول منزله ، والإختلاط بعائلته ، وعلى الرغم من أن هذا قد ضاعف من مكانته فى المجتمع ، وقوى من مركزه كعميد للمعهد ، فإنه وضعه وفى الوقت ذاته ، تحت عدسات جهاز المخابرات المصرى .وكإجراء أمن سياسى ، راح جهاز المخابرات المصرى يراجع كل أوراق الدكتور على العطفى ، ويتأكد من صحتها ، لتفاجئه حقيقة بالغة الخطورة ، فشهادة الدكتوراه التى عاد بها العطفى من موسكو ليست حقيقية ، ولا أصل لها بين المستندات هناك .تلك الحقيقة وحدها دفعت جهاز المخابرات إلى مراقبة العطفى ومتابعته ورصد كل تحركاته واتصالاته ، لتنكشف الحقيقة الأكثر خطورة ، ألا وهى أن العطفى جاسوس للمخابرات الإسرائيلية .وعلى الفور تم إلقاء القبض على ” العطفى ” ، وبدأت إجراءات محاكمته ، التى صدمت الرأى العام المصرى ، لما كان للرجل من مكانه وشهرة فيه .وفى سجنه ، وأثناء محاكمته ، تباهى العطفى بأنه الرجل الذى قتل جمال عبد الناصر ، وأخبر نزلاء السجن الآخرين ، أن الإسرائيليين أعطوه نوعا خاصا من كريمات التدليك ، ليدلك به جسد الرئيس جمال ، الذى سيتشرب سما زعافا من ذلك الكريم ، يصيب من يسرى فى عروقه بما يشبه الأزمة القلبية ، ويؤدى إلى الوفاة ، ولكن كل ما قاله العطفى تم اعتباره مجرد محاولة من الرجل ، لإعطاء نفسه أهمية تفوق حقيقته ، ولم يحاكم بتلك التهم ، لأن كل الأوراق الرسمية أكدت أن العطفى لم يكن أبدا مدلكا للرئيس جمال عبد الناصر ، ولم يدخل منزله فى حياته قط ، وأنه كان مدلكا للرئيس السادات فحسب .ولقد ثبتت تهمة التخابر على ” العطفى ” ، فى محاكمة علنية ، وأدين ، وحكم عليه بالإعدام الذى تم تنفيذه ، بالوسيلة سالفة الذكر . ووجود جواسيس مقربون للرؤساء وذوى السلطة ، ليس أمرا نادر الحدوث ، فى عالم المخابرات . | |
|